غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااز
.
.
.
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااز
.
.
.
.
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااز
على هذا الصوت الحزين الذي يشدو به بائع الغاز ذو الخمسين خريفا... وقد دفع جاهدا براحتيه عربة اسطوانات الغاز في أحد شوارع الميدان ... استيقظت !
قالت ... أم محمد : قم جاء الرجل ... اسمع صوته !
تنبهت متثاقلا.... وأرخيت سمعي ... لم أسمع شيئا ... .... .....
فقلت لها : نامي لم يأت بعد ...
قالت : كأني سمـ ... !!
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااز
رميت فراشي ... وأسرعت إلى الشرفة ... فتحت الباب مسرعا ... من شدة ضوء شمس الضحى ... لم أر مد يدي !!! ... كدت أعود لظلامي الخاص بين بطانيتي الحمراء الحنون !!!
تذكرت حينها كيف أمست "ميسون" الصغيرة ... بلا حليب ... بعد أن نفذت اسطوانة الغاز الوحيدة ...!!
استجمعت قواي ... وخرجت للشرفة مناديا ... يا صاحب الغاز ... هلم إلي بمفك وجلبة واسطوانة لا شية فيها !!!
الحمد لله ...انتهى أمر الغاز ...
صنعت لي كوبا من الشاي ... وبت أرقب الأخبار ...
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااز
أف ... مازال هذا الصوت يقطع صمت المكان ... أعانه الله .
ذهبت لمكتبتي المتواضعة ... قلبت بين الكتب ... حتى سمعت صوت جهاز الجوال ... ذهبت إليه مسرعا خشية أن ينتهى الاتصال ... ولما أصل ... ولا وحدات تسعفني بالاتصال لأغذي فضولي بمعرفة من الطارق وماذا يريد ...
تناولت الهاتف : نعم ... هلا !!
الطرف الآخر : الأخ أبو محمد ...
أنا : إي نعم .. من معي الله يحفظك ...
الطرف الآخر : معاك أبو الشهيدين من أعضاء المنتدى ...
(اتصال أسعدني ... وكأني أعرف صاحبه من سنين ... لم أجد تفسيرا ... لهذا الشعور ... إلا قوله عليه الصلاة والسلام : الأرواح جنود مجندة ... ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ..)
وبعد الاتصال ... أذن لصلاة الظهر ... وبدأ الإزعاج في المنزل شيئا فشيئا ... حتى استيقظ عبدالله ... فبلغ الإزعاج ذروته !!
....
قلت لنفسي : من عشرة أيام لم أخرجهم من المنزل ... وأنا اليوم شبه متفرغ ... ومعنوياتي بعد اتصال الغالي أبي عمر مرتفعة ... فقلت لأم محمد / ما رأيك في نزهة عائلية ... نعوضكم فيها عن الفترة الماضية ... طأطأت رأسها ... وتنهدت بعمق آآآآآآآآآه وقالت وهي تمسح دموعها : فيك الخير أبو محمد ... أخيرا تذكرتنا ... (قلبناها تمثيلية ) لا والله بس قالت : والراجع !!
المهم ..اتجهت إلى الكاميرا وشحنتها وأخذت اللازم من المال (وزيادة) ... وهي إلى الأولاد وجهزتهم ... ثم خرجنا من باب العمارة ...
.
.
.
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااز
0
0
0
0
0
ركبنا السيارة ... وسارت تتهادى وسط رتل السيارات القديمة وعوادمها الكئيبة ... واللون الأصفر مسيطر على المكان ... تهرب من المكرو ... لتلقى (التاكسي) ... وبمهارة تتلافاهما لتجد نفسك أما عربة يجرها خيل متهالك ... ومن جرف في دحديرا ويا قلب لا تحزن !.!.!.!
الإشارة الضوئية .. مجرد اقتراح ! قد يذعن لها شرطي المرور ... وقد يجبرك على قطعها متى ما دعت الحاجة ... مراهقون على قارعة الطريق يتجمعون ليرمقوا هذه وتلك ... وبائع الدخان يطرق عليك نافذة السيارة ... وطلاب المدارس بزيهم الموحد يمشون على الرصيف زرافات ووحدانا في طريق العودة للمنازل ... وهذا ينادي على المازوت ... وآخر بصوت عال : (ليمون بربع ... بربع الليمون ) ... وهذه تحمل طفلا وتعبر الشارع ... وأخرى بكامل الزينة ... وكأنها ستزف على زوجها الساعة ... وآخر ينادي على العوجااااا ... وصاحبي ما زلت أسمع صوته :
غااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااز
المهم :
وجهتنا ... الغوطة ... هذا أوانها ... جوها متعدل ... وفترة إزهار الأشجار والتي تمتد لأسبوعين فقط شارفت على الرحيل ... فلا مناص من غوطة دمشق ... أكبر شاهد على إرادة الحياة ... ومقاومة أسباب الموت والتخلف .... أضاعوها .... وأي جنة أضاعواااااا .
على طريق المطار ... سار ركبنا ... واثق الخطوة يمشي ملكا ... ومن على الجسر الخامس اتجهنا شمالا ... لمطاعم الشام الضخمة ...
0
0
طب وتخير ... الكل هنا شعاره الجودة والفخامة والأناقة أما طعامهم فيسقى بماء واحد ... ولا أفضل بعضه على بعض في الأُكل ...!!
وقع الاختيار على مطعم (القرية)
0
0
وفي مكان متطرف من المطعم .... جلسنا ... وصرنا نتأمل المكان ... فألفيناه منظما وجميلا ... ورائحة الزهر تعطر الأجواء ... والأطفال أخذوا يستكشفون المكان بطريقتهم الخااااااصة ...
0
0
جانب من المطعم من مكان الجلوس ...
0
0
بدأ العمال ... يتهامسون من بعيد ...ينظرون إلينا من طرف خفي ... أيهم يظفر بهذه الغلة .... وااااااااو ... سعودي في غير الموسم ... لا يفوت !!!
وخلصوا إلى حيلة ذكية ... أحدهم كتب الطلبات ... والآخر وضعها على الطاولة ... والثالث يعاودنا (بدكوا إشي ... لازمكوا إشي) والرابع نظف الطاولة بعد الغداء .... وحتى لا ننسى الوجوه ... حضر الأول والثاني وهم ممسكون بالفاتورة !!
الحق أن الغداء كان جميلا ... والخدمة رائعة .. والأسعار منافسة !!
الخبز أولا :
0
0
ثم الغداء : مشاوي (كالعادة) وقيتين.. وكبسة دجاج ورز أبيض وبرك بالجبة وتبولة وسلطة جرجير وحمص وشوربة عدس وأخرى دجاج بالكريمة بالإضافة للمخللات واللبن زبادي ... والقيمة920ليرة ... و80 لحقتها ... لتكتمل الألف وليست بخسارة ...
0
0
بعد أن أنتهينا من الغداء .. أخذت أم محمد حقيبتها .. وأخرجت مناديل نظيفة ولفت حبتين (برك) تركت... لمتها أنا على هذا الفعل ... فقالت : يجي وقتها للأولاد ... هم مشغولين بشوفة الناس وما أكلوا...!!! وبالفعل كانت على صواب ...
وهنا أقف ... لم نتحرج من أخذ شيء من على الطاولة إن كان صالحا للأكل أو مدفوع الثمن ... الماء مثلا محسوب القيمة ... وقد تحتاجه في السيارة .. والمحارم كذلك ... وغيرها من الأكل الصالح للحمل ... أليس أولى من الرمي ...لا تشغل نفسك ...اطلب من العامل أن يجهز الباقي لك( سفري) ... الأمر سهل ... إلا على أصحاب البريستيج المقيت !!!
وبعد الغداء ..... رفع أذان العصر ... جلسنا فترة الأذان في روحانية عجيبة وخاصة أن الأذان كان من إذاعة داخلية للمطعم .... بصوت علي الملا من الحرم المكي ... فأضاف للجو العام عبقا وأريجا آخر !!!
ذهبنا سويا لنستكشف المكان ...
منظر للمطعم من طابق علوي خشبي ..
0
0
محل لبيع الزهور أيضا في المطعم ....
0
0
وبجواره مصلى ... أدينا فيه فرض العصر .... ثم ... اكشفنا إن ما رأيناه من ضخامة واتساع في المطعم لم يكن إلا نصفه !!! أما النصف الآخر ... ففي الجهة المقابلة .. مختلف تماما ... عبارة عن حديقة غناء جميلة ... فيها ألعاب للأطفال ... جلسنا على طاولة خشبية قريبة من بعض الألعاب ... وطلبنا (شايا) منعنعا بـ50 ليرة!!!!
ذهب الأطفال ... وبقينا نرمقهم من بعيد ... وقد يسر الله لهم طفلا من العاملين في المطعم يساعدهم ... ونحن أخذنا الفضول ... لنكتشف المكان ... ونتجول في الحديقة(المطعم) ... خاصة بعدما رأينا القطار يحمل الركاب ... ويتجول بهم... وهذه صورته ....
0
0
والحقيقة ... كان المطعم ... مرتبا وجميلا جدااااا ... وفيه ذوق رفيع .... يفتح النفس فعلا للأكل ... فكيف بمن نفسه مفتوحة أصلااااااااااااااااااااا :
0
0
للماء والخضرة ... تناغم جميل في هذا المكان ...
0
0
من بعيد رأيت بيت شعر على طريقة أهل البادية ... وفيه جمع من الناس ... دفعني الفضول للاقتراب ...!!!
0
0
اقتربت منهم ... وسلمت عليهم .... قالوا : تفضل .... ما صدقت الخبر ...تفضلت طبعا ... لعلي أن أجد معهم ما مفيد ... ولما استويت جالسا ... سألني صاحب الربابة .... :أبو من يالشيخ .... وأنا بالدلاخة المعهودة ... أبو محمد طال عمرك ... كنت أظنه من كبار عرب الشيخ لافي ...(اللي في التمثيليات البدوية) ... واسترسلت من غير سؤال في كبرياء "مقيته" غرست فينا من قائل يتغى : (ارفع راسك أنت سعودي ) : أنا طال عمرك من السـعودية من قبيلــــ...ما أترك لي فرصة حتى بدأ في جر الربابة قائلا : يابومحمد أنت راااااس المتاااااىىىىىىى ىىىىاااااااووووووووووووووووو يابو محمد ....(عرفت القصة وما فيها) ...أخذت له صورة وخرجت ... فشرع يتغى في الحاضرين ... بشعر مستعذب ... وصدق من قال : أعذب الشعر أكذبه !!!
0
0
وفي طريق العودة للأطفال ... استوقفني أحد العاملين بالمطعم ... وقال : شو هاظ كيمراه ... تحميض وإلا فوريه !!!
قلت : (ديجتال) ... فقال : خليني آخذ لك صورة أنا كنت مصور !!!!! قلت : بس وين نحمض الأفلام (أتريق على المصور اللي ما يعرف الديجيتال)... قال : بدهاش ... هاي الفديوا منها وفيها ... ورجيني أشوف ...
في هذه الأثناء ... طرأت لي فكرة وهي ... تحمل في طياتها تعزية .. لنا معاشر البدناء ... وحكمة تروى ... لتسلي الخاطر وتبعث الثقة في النفس ... أنقلها لغيري ... مفادها ...أن البدلة ... ليست مقصورة على أصحاب الأجسام المناسقة ... والقامات الممشوقة ... بل وحتى البدناء ... رغم ما قد تحدثه من بروز غير مرغوب فيه ...إلا أنها :
صعبة غير مستحيلة
0
0
صاحب الصورة أعلاه ...تحمل قدماه 114 كيلو من العظم والشحم واللحم ... والعقل طبعا
... !!! .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول